اسمي بيان ريحان، من مواليد عام 1986، غير متزوجة، طالبة جامعية في قسم الجغرافيا، اعتقلت من قبل فرع الأمن العسكري 215 (سرية المداهمة) بتاريخ 25/09/2012، وأفرج عني بتاريخ 25/10/2012.
منذ بداية الحراك الثوري في سوريا شاركت في المظاهرات وخاصة في منطقة الغوطة الشرقية، وقمت بإنشاء تنسيقية (ثائرات على طريق النصر) في الشهر الاول من العام 2012، والتي تضم كوادر نسائية ثورية أغلبهن من حملة الشهادات الجامعية. عملنا لم يقتصر على التظاهر وحسب بل ضم ايضا التواصل مع القنوات الاعلامية الخارجية واعداد تقارير اعلامية وتهريب الأدوية الى الداخل السوري، واعطاء دورات تثقيفية للشبان والشابات في الإسعافات الأولية بسبب أن قوات الأمن كانت تطلق النار على المتظاهرين.
الإعتقال الأول:
احتجزت للمرة الأولى من قبل قوات الامن السورية في شهر كانون الثاني/يناير 2012 لمدة أربع ساعات ونصف على أوتوستراد دمشق: حمص الدولي، حيث أوقفت برفقة وفد من الصحفيين الأجانب (صحفية من كندا، وصحفي من نيوزلندا) كانوا يغادرون الغوطة الشرقية باتجاه دمشق.
و كانت مهمة الوفد الصحفي تغطية مقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكييه.
قاموا بالتحقيق معي خلال هذه الأربع ساعات ونصف والتأكد من ملفي الأمني ثم تم اطلاق سراحي.
اثر هذا الإحتجاز قامت قوات الأمن بملاحقتي ومتابعة تحركاتي في العمل والجامعة عن طريق (اتحاد طلبة دمشق) والذي يعتبر كفرع للشبيحة ويختص بملاحقة الطلاب الثوريين، مما أدى الى تأخر تخرجي بسبب وضعي الأمني بالجامعة، حاولت أن أختبىء وأن أغير شكلي وانتقلت من منزل عائلتي الى مكان آخر بسبب الملاحقة الأمنية.
بقيت متخفية حتى تم اعتقالي بكمين في شارع بغداد في محافظة دمشق.
الكمين:
تم الكمين بعد ان تمكنت قوات الامن من اختراق حساب سكايب لأحد أصدقائي حيث كنت أقوم بترتيب لقاء عمل معه، لكنني كنت حقيقة أتكلم مع ضابط أمن بعد أن قام باختراق حسابه قبل ليلة من الكمين وبعدها اخترقوا حسابي أيضاً، واتفقنا على الموعد في شارع بغداد فقاموا بتيسير المرور على الحواجز المؤدية الى شارع بغداد وأوقفوا التدقيق بالأسماء على الكمبيوتر (ضرب فيش)
وعند مروري في شارع بغداد كما هو مخطط، تم اعتقالي وتوجيه السلاح علي انا وصديق وصديقة اسمها (نور الهدى حجازي) كانوا معي.
كانوا مجهزين بباص وسيارة مع تواجد أكثر من 20 عنصر مسلح.
وكانهم وبهذه التحضيرات يريدون القبض على عصابة مخدرات او عصابة تهريب سلاح وليس على ناشطيين مدنيين.
تم اعتقالي في الساعة الحادية عشرة صباحا، وتعرضت لسباب وشتم مهين جدا من قبل الضابط المسؤول.
وتم التعرض بالضرب العنيف للشاب الذي كان برفقتنا –وأتحفظ عن ذكر اسمه لعدم رغبته في الافصاح عنه-
تم اقتيادنا بباص الأمن لفرع سرية المداهمة 215 في كفرسوسة ونحن معصوبي الأعين (مطمشين)، وصلنا الى الفرع خلال 10 دقائق، وتم اقتيادنا الى الطابق السادس ودخلنا الى مكتب يوجد به ثلاثة محققين وضباط من الجيش و ثلاثة تقنيين (للدخول الى حسابات الفيسبوك والسكايب)
كنت المسؤولة الإعلامية في لواء البراء الموجود في الغوطة الشرقية والذي قام بأسر 48 ضابط من الحرس الثوري الإيراني في الغوطة الشرقية، وكانت إيران تضغط على النظام السوري للإفراج عن هؤلاء الضباط. لذا تم اعتقالي لمعرفة مكان الإيرانيين المختطفين لكوني أحد المفوضين في هذا الملف، كنت مسؤولة عن اطعام الأسرى. وللأسف أقولها كان سبب اعتقالي واهانتي وضربي هم عملاء أجانب أتوا من ايران لقتل السوريين. مع أني كنت حريصة على معاملة الأسرى الإيرانيين كأسرى حرب وبطريقة انسانية محترمة.
بداية لم يكن هناك أي نوع من التعذيب، وطلبوا مني تحديد مكان المزرعة التي يتواجد فيها الأسرى الإيرانيون.
كان اصدقائي يعلمون بموعد خروجي من منزلي في ذاك اليوم فحاولت المماطلة قدر المستطاع في التحقيق لكي يغيروا أماكنهم وأضمن سلامتهم ويغيروا مكان أسرهم.
طلب مني المحقق باعتباري طالبة في كلية الجغرافيا، أن أحدد موقع تواجد الأسرى الايرانيين باستخدام برنامج Google Earth
فتم نقلي الى طابق آخر هو الطابق السابع على ما اعتقد
وتم عزلي عن أصدقائي، أجلست امام جهاز كمبيوتر وفتحوا لي صفحة Google Earth
طلبوا مني تحديد الموقع، ولاحظت أن سرعة الانترنت التي يتسخدمونها سريعة جدا.
بتلك اللحظة بدأت أرجف حيث كان يوجد ضابطين من الجيش بانتظار ان أحدد الموقع لكي يقوموا باقتحام الغوطة الشرقية وكانوا قد أعدّوا قوة عسكرية مع خطط ليدخلوا الى الغوطة بسرعة ويداهموا مكان ويخرجوا بالاضافة الى الفريق الأمني الذي قام باعتقالي.
أراد المحقق ان يعرف نوعية السلاح الذي يملكه الجيش الحر وسألني عنه، أيضاً طلبوا مني حسابات وكلمات سر الفيسبوك والسكايب وقمت باعطائه اياهم للتقني الموجود في الغرفة.
وبدأت بتحديد الموقع على الخارطة وحددت لهم طريقاً وانا اعلم ان الجيش الحر سيتصدى لهم.
وأعطوني ورقة لأرسم مخطط الاقتحام من البداية وحددت لهم موقع المزرعة.
مع العلم أنه كانت هناك محاولتين سابقتين لإقتحام الغوطة والوصول الى الإيرانيين إلّا اأنهما بائتا بالفشل.
كنت أتقصد أن اعطيهم معلومات كاذبة لأعرف المعلومات التي يملكونها هم، واستطعت ان اعرف انهم لا يعرفون مكان المزرعة التي يوجد فيها الايرانيون
فقت برسم طريق لهم عن طريق Google Earth أعلم أن الجيش الحر متمركز به -أرسلتهم الى كمين-.
كانت الساعة قد أصبحت بحدود الثانية عشرة ظهرا.
وكان هناك موضوع آخر أن مجموعة من لواء البراء هي المسؤولة عن الإيرانيين،
ونحن ثلاثة فقط ولكن عناصر الجيش الحر كثرة فقمت بحسابها انسانيا ان حياتنا نحن الثلاثة لا تساوي حياة العشرات من الجيش الحر الذين سيقتلون اذا قمت بدل قوات الجيش والأمن على مكان المزرعة. هذا عرضني لضغوط نفسية هائلة لحساب الأولويات.
قمت برسم الخارطة بيدي بعد أن أعطوني ورقة وسعدوا من النتيجة وقال لي أحد المحققين.
(المعلم) يقصد بشار الأسد سيكون سعيدا للغاية لأنك أعطيتينا هذه المعلومات ونحن نعلم انه قد غرر بك، فتابعت وقلت أنني لست مع هذه الثورة بشكلها الحالي واني أطالب بالإصلاح –كنت أقول ما يريدون سماعه-
طوال فترة التحقيق كانت عيوني مغطاة (مطمشة) ويرفعون الغطاء عندما أعمل على الكمبيوتر وكانوا حريصين على أن لا أراهم أو أنظر حولي في الغرفة، حيث كنت أسترق النظر لأعرف مكونات الغرفة و أحاول أن أرى المحقق من انعكاس الصورة على شاشة الكمبيوتر.
وانا أحدد موقع المزرعة ومواصفاتها ;قام المحقق بالتشكيك بالمعلومات التي قدمتها له، فطلبت منه أن يحضر أي شخص من عناصر الأمن من منطقة دوما ليتأكد بنفسه من معلوماتي.
وبالفعل أحضروا عنصراً أمنيا من سكان المنطقة فأخبره أن هذه المزرعة هي نفسها التي دخلنا لها في اقتحام مدينة دوما.
فسألني الضابط –بعدما تأكد من مكان المزرعة الذي حددته- عن نوعية السلاح الموجودة في المزرعة ؟
وكانوا قد اطلعوا على محادثة على صفحتي على الفيس بوك أتحدث فيها عن صفقة سلاح
فقمت بالكذب كثيرا بما يخص تسليحهم وقمت بتضخيم عدد السلاح الذي يملكونه من قواذف RPG و حشوات، مضاد طيران اثنين او ثلاثة وعدد العناصر الموجودين من الجيش الحر وعدد الرشاشات والذخيرة.
قاموا باحضار صديقي الى الغرفة لسؤاله أيضا عن الطريق المناسب لإقتحام المزرعة
كان يريد ان يدلهم على طريق مختلف لا يوجد به عناصر جيش حر ولكنني قلت له لا الطريق من هنا وأشار صديقي الى طريق آخر ولكنني أصريت عليه بأن الطريق الذي حددته هو الطريق المناسب لإقتحام المزرعة-لأني كنت أدلهم على طريق يتمركز به كثير من عناصر الجيش الحر-
وبدأوا بضرب صديقي أمامي ثم وضعوه خارجا وبعدها أخرجوني من غرفة التحقيق
وعصبوا لي عيني، واجتمع ضباط الأمن والجيش والتقنيين الموجودين وأغلقوا الباب وأبقوني خارجا واقفة بجانب الجدار، هنا رأيت أن صديقي واقف بجانبي عندما استرقت النظر من أسفل غطاء العين.
كنت أحرص على أن يتركوا صديقي وصديقتي بسلام وأن يكتفوا باعتقالي، فهمست لصديقي بجانبي لا تتكلم بأي شيء لأنهم لا يعرفون شيئا عنك، قُل لهم انك تعرفني عن طريق عملي في المستشفى التابع لهيئة الدفاع المدني في دوما وما حولها
وأنا أتحدث معه فجأة تفاجئت بوجود ضابط أمن وقام بصفعي على وجهي مما أدى الى ارتطام رأسي بالجدار خلفي
وبدأ بالسباب وبدأ بضربي بكلتا يديه وبعدها كان كل عنصر من العناصر -الذين يمشون في الممر- يقوم بصفعي على وجهي حتى أنتفخ وأحسست اني لم أعد أتحمل الضرب.
أخذني المحقق بعدها الى غرفة وطلب مني أن أكتب اعترافاتي، وبدأت بالبكاء، وطوال فترة اعتقالي لم أخاطب العناصر بكلمة (يا سيدي) وتجنبتها تماما طوال فترة بقائي هناك.
بدأت بكتابة اعترافي المؤلف من خمس صفحات وتكلمت فيها عن أسباب خروجي في الثورة وهو اطلاق النار على المتظاهرين العزل في مدينة دوما.
أخذ المحقق الأوراق الخمسة وأجلسوني على باب أحد المهاجع وكانت الساعة باعتقادي الواحدة والنصف ظهراً بجانب صديقتي (نور) وهي معصوبة العينين أيضا وأجلسونا على صندوق خشبي وهددونا بأن لا نتكلم مع بعض.
ولكنني قلت لها بصوت خافت (اذا مت، سامحيني) فكانت ردة فعلها أن بدأت بالضحك وضحكت انا أيضا.
جاء السجان ونبهنا بأن لا نتكلم. رغم ذلك التنبيه اتفقنا على الأجوبة التي سنعطيها للمحققين اذا سألنا المحققون عنها
فقلت لها أن تخبرهم بأنني مسؤولة عن كل شيء - باعتباري مسؤولة المكتب الاعلامي في لواء البراء ومسؤولة تنسيقية ثائرات على طريق النصر- واخبرتها ان تقول للمحققين عن تاريخ التحاقها بالثورة تقريبا بعد سبعة أشهر من قيامها-مع انها كانت مشاركة منذ اليوم الأول-
وأنني ورطتها في العمل وأن تضع اللوم علي بالكامل وهنا ضحكنا مرة ثانية فسمعنا المحقق وضربنا لأننا نتكلم ثم أدخلونا لتناول وجبة الغداء، بعد أن قاموا بإلغاء فكرة اقتحام مدينة دوما لعلمهم انهم غير مستعدين وخصوصا انني بالغت بكلامي عن عدد العناصر الموجودين وسلاحهم.
وعن الطريق الذي يجب أن يسلكونه للوصول الى المزرعة
هنا كنا في الطابق السادس و ادخلنا الى زنزانة بعد أن فكوا غطاء الأعين ودخلنا ونحن نضحك أيضا تفاجئت السجينات الموجودات بموقفنا.
وبدأت السجينات بسؤالنا عن أوضاع البلد بعد أن أكدوا لنا أننا معتقلون في فرع 215، شربنا الماء وارتحنا قليلاً.
بعدها طلبوا مني الخروج من الزنزانة لوحدي من دون صديقتي (نور حجازي).
التعذيب:
واستدعوني للتحقيق مرة أخرى و قام المحقق بمراجعة اعترافاتي ومحادثاتي على السكايب التي حصلوا عليها و سألني لم لم أكتب قصة اعتقالي السابق وان لي ملفا في فرع الخطيب ؟ فأجبت مبررة انكم تعرفون كل شيء !
هنا قام المحقق بسبي فقلت له (ما بسمحلك) فأتى بعصا حديدة وبدأ بضربي على كتفي اليسرى، وكنت أحاول أن أغطي وجهي وأحميه من الضرب واستمر بضربي حتى تخدرت يدي ورجلي.
كنت وحدي في غرفة التحقيق معه، قام وصل جهاز التعذيب بالكهرباء وبدأ بصعقي بالكهرباء عند توجيه كل سؤال
فبدأت بفقدان التركيز وبدأ يهددني بأنه سوف يقتل صديقتي وانا أحب صديقتي جدا فكان التعذيب النفسي أصعب بكثير من التعذيب الجسدي.
حتى دخل محقق آخر وقال اعترفي كي لا نعذبك
فقلت له أنا أعترف، فأجابني لا; انتي لا تقولين كل شيء.
ثم أحضر لي كوب شاي وقاموا بشق أوراق الإعتراف وطلبوا مني اعادة الكتابة من أول وجديد. هنا أصبحت الساعة حوالي السادسة مساءا تقريباً.
و في كل مرة يقرؤون اعترافاتي التي كتبت، يقومون بشق الأوراق ويطلبون مني اعادة الكتابة حتى بدأت يدي تؤلمني من كثرة الكتابة.
هنا قلت له أنني خرجت في كل المظاهرات التي خرجت في مدينة دوما من أول مظاهرة ولم أفوت تشييعاً (تشييع الشهداء)
وأغلب التصوير من مدينة دوما قمت أنا بتصويره و رفع مقاطع الفيديو وصورت تقريريين عرضوا على قناة العربية و قمت بمرافقة الصحفيين الأجانب بدوما كمترجمة.
قلت للمحقق اسألني عن نشاطي ولا تسألني عن الايرانيين لأني أخبرتك كل شيء يخصهم
فسألني لم أنتي ضد الدولة ؟ وتابع ;الدولة اعطتك منزلا ودرستي في الجامعة فقلت له لم ادرس في جامعة الدولة، والجامعة أصلا هي من اهم الاسباب التي دفعتني الى اسقاط النظام
والفساد في جامعة دمشق والأساتذة الذين لا يتمتعون بالكفائة والخبرة وأنهم شبيحة! والجامعة مليئة بالفساد والمحسوبيات لأبناء الضباط والمسؤولين.
طلب مني الحديث عن أول مظاهرة وكنت مرهقة تماماً حيث أن الساعة أصبحت الثامنة مساءا تقريبا، كان هناك محققين اثنين; واحد يقوم بالضرب والسباب والثاني لطيف ويتكلم بطريقة مطمئنة.
أعدت الى الزنزانى بعد انتهاء جلسة التحقيق تلك، وأخبرني المحقق أنهم سيعيدون التحقيق معي في اليوم التالي، علمت عندما عدت للزنزانة أن صديقتي أيضا تم استعدائها للتحقيق وقاموا بضربها ضربا أخف من الضرب الذي تعرضت له، حيث قاموا بضربها على وجهها فقط.
أخذت زاوية لي في الزنزانة وبدأت بالبكاء ولم أكن قد تناولت طعام الغداء بعد.
في اليوم التالي ويحدود الساعة 9.30 صباحا نادى السجانون على اسمي للتحقيق، ومن هذا اليوم ولمدة ستة أيام ونصف كنت أستدعي يوميا لجلسة تحقيق مدتها تتراوح بين 10 الى 12 ساعة يوميا، حتى أن المحقق كان يتعب وأنا لا أتعب.
لم أتعرض للضرب في هذه الجلسات اللاحقة، فقط التعذيب النفسي والتهديد.
تتابع بيان"استمر التحقيق لمدة 6 ايام متواصلة من ال 8 صباحا لل 7 مساءا، كنت احاول ان اكون أقوى من المحقق !
حتى اني لم أتناول وجبة الغداء ولا مرة لأني كنت في غرفة التحقيق، في وقت الغداء، وكانت زميلاتي المعتقلات في الزنزانة يخبئون شيئا من طعام الغداء حتى أتناوله عند انتهاء التحقيق.
في اليوم السابع تم التحقيق معي لنصف يوم فقط وتوقف التحقيق بعد أخذ أقوالي كاملة، بعد الإنتهاء من التحقيق معي بدؤوا بالتحقيق مع صديقتي نور ليوم ونصف فقط .
وفي اليوم الثامن تم توجيه سؤالين سريعين ليتأكدوا من معلومة محددة، ولم اطلب بعدها للتحقيق أبداً.
رأيت اضبارتي لديهم وكانت كبيرة جدا وحذرني المحقق من ذكر اي معلومة عن الايرانيين لزميلاتي في الزنزانة وطلب مني أن أنسى موضوعهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق