728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    7 يناير 2014

    تجمع شرق دمشق | تقرير عن الأفرع الأمنية في مناطق شرق دمشق

    تعتبر العاصمة دمشق والمنطقة الواقعة في شرقها خصوصاً من أكثر المناطق المحصّنة أمنيّاً وعسكريّاً , فهي تحوي عدداً كبيراً من الأفرع والمراكز الأمنيّة الهامّة الّتي لها دور كبير وفعّال في حفظ أمن النّظام على مدى 40 عاما ، وتعتبر أقوى أدوات السّلطة السّوريّة في فرض القمع وارتكاب الكثير من أعمال القتل والتّعذيب ولاسيما مع انطلاقة الثّورة في سوريا .

    بشكل عام تنقسم الأجهزة الأمنيّة في سوريا إلى 4 أجهزة رئيسيّة , تتبع لها عشرات الفروع في العديد من المدن والمناطق السوريّة وهي :

    1 - جهاز المخابرات الجويّة : يتبع هذا الجهاز للقوات الجويّة , وله سجون داخل قواعد جويّة ، وقد ساهم هذا الجهاز في مجزرة مدينة حماة عام 1982 , وهو جهاز شديد الغموض وهو أكثر الأجهزة ولاء للنّظام وأكثرها موثوقيّة لديه وتكليفاً بالمهام السّرية والحسّاسة , والمعلومات المعروفة عنه أقلّ من المعلومات المعروفة عن الأجهزة الأخرى لطبيعة الجهاز السريّة وصغر حجمه مقارنة بالأجهزة الأخرى وندرة احتكاكه بالمدنيين قبل الثّورة إلا في حالات خاصّة , ويعتبر هذا الجهاز الأوّل بين الأجهزة الإستخباراتيّة الأسديّة من حيث الكفاءات البشريّة والتقنيّة , وهو أحد الأجهزة الأكثر إجراماً وتنكيلاً بالمعتقليين والمدنيين , وساهم بشكل كبير في قمع الثّورة والمظاهرات ،ويرأس هذا الجهاز المجرم الواء جميل الحسن.

    2 - جهاز المخابرات العسكرية أو "الأمن العسكري" : وهو تابع للقوات المسلحة , والكثير من القادة والمسؤولين خرجوا من رحم هذا الجهاز , أبرزهم وزير الدّاخليّة الحالي اللواء محمد إبراهيم الشّعار المتّهم بممارسة عمليات قتل وتعذيب في الثمانينيات من القرن الماضي عندما كان رئيساً لقسم التحقيق في المخابرات العسكريّة في حمص ، وفي عهده وقعت مجزرة سجن تدمر ، وعمليات قتل جماعيّة في سجن صيدنايا في ريف دمشق , وهو أيضاً من الأجهزة المعروفة بالبطش والإجرام وقد استشهد العديد من الناشطين تحت التعذيب خلال اعتقالهم في هذا الفرع.

    3 - جهاز المخابرات العامة ويعرف أيضا باسم "جهاز أمن الدولة" : ويتبع له فرع الخطيب سيّء السمعة , وتتواجد فروعه المركزيّة جميعها في دمشق , أما الفرعيّة فتتوزع في جميع المحافظات.

    4 - جهاز الأمن السّياسيّ : يتبع نظرياً لوزارة الدّاخليّة ,وهو أكثر الأجهزة الإستخباراتيّة الأسديّة تغلغلاً في المجتمع واحتكاكاً بالمدنيين , فالكثير من معاملات المواطنين أو طلبات ترخيص الأعمال والمنشآت تتطلب موافقة هذا الجهاز الّذي يعتبر خزّان المعلومات لدى النّظام عن المواطنين المدنيين ، ويعتبر من الأجهزة الأمنية سيئة السمعة (رغم كونه أقل شراسة في التّعذيب والقمع من جهازي المخابرات الجويّة والأمن العسكريّ) فلكل مواطن إضبارته الخاصّة داخل هذا الجهاز , والّتي قد تحتوي معلومات ليس عن آرائه السّياسيّة فحسب بل عن طباعه وعلاقاته الإجتماعية ومستوى تدينه وأخلاقه ونقاط ضعفه ومواقف مختلفة من حياته ربما تمس حتّى علاقاته الأسرية , مهام هذا الجهاز داخليّة بالكامل ولا يمارس أي نشاط خارجيّ كما تمارسه الأجهزة الثّلاثة السّابقة .


     

    أهم الفروع والمراكز المتواجدة في منطقة شرق العاصمة هي قسمان :
    - فرع المخابرات الجويّة في العباسيين وفرع المخابرات الجويّة في ساحة التحرير : حيث يعتبران من أشنع وأقذر فروع المخابرات الأسديّة في التعذيب والانتهاكات .
    - فرع الخطيب : يسمى أيضاً الفرع 251 وله تسمية ثالثة وهي الأدق "الفرع الداخلي" , وهو يتبع لجهاز أمن الدولة , ويتخصص هذا الفرع بمراقبة المجموعات السّياسيّة المختلفة ورصد الأنشطة السّياسيّة , إضافة إلى مراقبة أيّ بوادر أعمال مسلّحة معارضة (وخاصة من التّيارات الاسلاميّة) ولذلك فأحد الأقسام التّابعة له قسم يسمى بـ "قسم مكافحة الارهاب" ذو طبيعة مشابهة لطبيعة قسم مكافحة الارهاب التّابع لفرع فلسطين في جهاز الأمن العسكريّ .

    ويتعرض المعتقلون داخل الأقبية والسّجون التّابعة لهذه الأفرع للتّعذيب الشّديد بمختلف أنواعه سواء الجسدية أو النفسية ، وقد أدى ذلك في كتير من الحالات لمشاكل نفسيّة وعاهات جسديّة مستديمة قد تصل إلى حد الشلل , كما أدى إلى استشهاد الكثير من المعتقلين تحت التعذيب , وخصوصاً فرعي المخابرات الجوية والأمن العسكري في دمشق.
    ويوجّه المحققون إلى المعتقلين عادة تهم توصف بـ "الخيالية" ، وفي بعض الحالات تم إجبارهم على تسجيل اعترافات تلفزيونيّة عن ارتباطهم بجماعات مسلّحة وقوى أجنبيّة لقلب نظام الحكم في سوريا , ومن المعروف أنّ المعتقلين داخل سجون المخابرات الجويّة يمكثون لفترات طويلة داخلها في أغلب الأحيان.
    وقال طالب جامعي اعتُقل على خلفيّة مشاركته في تنظيم مظاهرات بالعاصمة دمشق , إنّه أصيب بمشاكل جسديّة في العمود الفقري نتيجة التّعذيب الّذي تعرض له في فرع المخابرات الجويّة , أدت إلى صعوبة في المشي ما استدعى خضوعه لعلاج فيزيائيّ , وقد أكد استشهاد خمسة من المعتقلين في زنزانته جراء عدم قدرتهم على التنفس، حيث وضع 32 شخص في زنزانة منفردة كما روى.

    أما فرع الخطيب فيشهد حالات وفاة يومية , نسبتها السّاحقة نتيجة التّعذيب الشّديد الّذي كان يتعرض له المعتقلون , وأغلب حالات الوفاة تحت التّعذيب تكون في أيّام الاعتقال الأولى , حيث يتّبع الإسلوب نفسه مع جميع المعتقلين , فعند دخول أيّ معتقل جديد تبدأ عملية التّحقيق بالضّرب المبرح والشّديد من قبل عدة عناصر على جميع مناطق جسم المعتقل , فلا يتحمّل أغلبهم هذا الضرب الشّديد، ويدخل في حالة تشبه الهذيان ويفارق الحياة بعدها بحوالي أربعة أو خمسة أيّام حيث يمنع الاقتراب من أيّ معتقل أو مساعدته ، أيضاً يشهد فرع الخطيب الكثير من حالات "الغرغرينا" , فالطّبيب يأتي مرّة واحدة شهريّاً ويقوم بوضع القليل من المطهرات على الجروح الّتي تستدعي حالات علاج فوريّة أو إجراء عمليّات جراحيّة.
    وتحدث أحد شهود العيان قائلاً : شهدت حالات وفاة لعدد من الأشخاص من منطقة الزبداني بريف دمشق , حيث كان قد تمّ اعتقالهم عشوائيّاً , وأحدهم كان أباً لثلاثة بنات , لم يتحمّل الضّغط النفسيّ الشّديد فاستشهد على أثرها.
    وهنالك مهجع خاص للنّساء في فرع الخطيب وهو يحمل الرقم ( 28 ) , يتراوح عدد المعتقلات فيه ما بين 50 إلى 60 معتقلة , يملأ صراخهنّ المكان نتيجة التّعذيب الّذي كنّ يتعرضنَ له , خاصّة في عمليات التّحقيق الّتي تلي الاعتقال مباشرة.
    ويكون الغذاء في أغلب الأوقات عبارة عن القليل من البطاطا المسلوقة وربع أو نصف رغيف من الخبز , ويقوم حراس السّجن أحياناً بالدّعس "الدّوس" عليها بأحذيتهم قبل إدخالها للزنزانة وكانت تؤكل من المعتقلين دون أيّ تعليق , وتقدم وجبة عشاء ولكن ليس بشكل يوميّ , حيث يتمّ حرمان المعتقلين من العشاء في أغلب الأوقات.
    أما الأمراض فهي منتشرة بشكل كثيف جدّاً وخاصة الجلديّة منها , ويعاني معظم المعتقلين من تقرّحات جلديّة ملتهبة في جميع أعضاء جسدهم.

    وتحيط هذه الأفرع الأمنيّة نفسها بسلسلة ضخمة من الحواجز العسكريّة الّتي تقوم بتفتيش السيّارات والمارة تفتيشاً دقيقاً , وسجلت عدّة حالات اعتقال تمت على هذه الحواجز ، وكذلك تم إغلاق بعض الطرق والشوارع في محيطها بالمتاريس والحواجز الإسمنية أو الترابية ، كما أن جميع الأفرع الأمنية محاطة بكاميرات حديثة ترصد الحركة طوال الليل والنهار.

    في بداية الثّورة ومع انطلاق الحراك السلميّ تحدّى ثوار دمشق هذه الأفرع أكثر من مرة , حيث كانوا يقومون بقطع الطّرق القريبة منها والتّظاهر وإلقاء منشورات الحرية والثورة.
    أما مع بداية الحراك العسكريّ وبعد الإنشقاقات وتشكيل كتائب الجيش السوريّ الحر , تعرّضت الأفرع الأمنيّة ومحيطها لقصف بقذائف الهاون من قبل مدافع الجيش الحر المتمركزة في المناطق المحررّة من العاصمة وريفها.

    قريباً بعون الله سيعود كل معتقل إلى أمه مرفوع الرأس وقد نال الحرية ، وسيُجلد سجّانه الغاشم وينال جزاءه العادل. قريباً ستصبح هذه الأفرع الأمنية من الماضي وسنحكي لأولادنا كيف حاول مغول العصر أن يسحقوا الياسمين الدمشقي بجزمتهم العسكرية فارتدوا خائبين. قريباً ستعود البسمة إلى دمشق .
     
     

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: تجمع شرق دمشق | تقرير عن الأفرع الأمنية في مناطق شرق دمشق Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top